الجمعة، 22 نوفمبر 2013

مشنقة روح ..



الرجل الذي يجعل المرأة مربوطة في عنقه حتى تَعلَق به دون "ربط" ؛ ثم يتركها وحيدة تتجرع الخوف/ والفراغ/ والبكاء/ والترك ؛ وكأنها لا تعنيه البته وكأنها دودة داسها بقدمه عن قصد؛ لهو رجل " قذر" ..

الخميس، 6 سبتمبر 2012

ذاكرة معطوبة وحواس خمس ..




-1-
ليلة إنتزعت الأمن من بين الضلوع حين فقدك أيها الصديق , أسعى إلى إيجادك , أيجاد صوتك , أو زجاجة عطرك تذكرت أنها إنكسرت في لحظة تذمري عليك ..

-2-
ضعني بين كفيك حين ترفعها إلى السماء , رددها مراراً " ربي يخليك لي " , وأهمسها سراً وجهراً , وأخبر جارك أنك أفرطت في حبي حد الثمل , أخبرهم لتشتعل غيرتهم ونحن إثنان في هناء ..

-3-
في الليل لا تتبعني ياصديق, لا تجاهد في حضوري إلى ذاكرتك, فـ إحدى حواسك تستطيع الوصول إلىَّ ببساطة , هذه الليلة إستخدم بصرك , شاهدني في كبد السماء خجولة ..

-4-
أمسكتُ هاتفي ستون دقيقة لأسمع عذب حديثك , لم أمتلك الجرأة بعد فقد أضعتك من يدي ليلة ونصف ليلة , وأطلقتُ تنهيدة تبلغ ليلتان بيوميهما ..

-5-
إستيقظتُ صباحاً قبل موعد إستيقاظي المعتاد , وضعت وردة ياصديق عند باب الغرفة المجاورة ومضيت حتى المساء في موعد صديق آخر ..

-6-
يا صديق هذه اللحظة الأخيرة , والدقيقة الأخيرة , والكلمة الأخيرة " ألهمني سعادة في الحاسة الخامسة وأنت غائب " ..

" أنا "

(1)
كنت أحدس ولا ريب أنه سيأتي اليوم الذي أفيق في صباحه مستنشقا رائحة الفقد .. رائحة البعد .. 
لكني لم أتصور أن هذا الرحيل سيكون فجائياً بهذه الدرجة ..
لم يكن رحيلك جميلاً أرفع فيه تلويحتي لك وأنت تخطين خطواتك الأخيرة عني .. مضيت دون أن أعلم .. دون أن ألوح بمنديل بكائي ..
وانتهى كل شيء سريعا كما بدأ !


(2)
وبعد أن مضت أيام .. كنت أظنني سأنسى فيها مرارة تلك اللحظة .. التي أفقت فيها على رحيلك .. لكن لم أنسى أبداً طريقة وضعك لحذاءك عند الباب .. كنت تصفين بطريقة مرتبة .. رحلت عني وأصبح كل شيء هنا عشوائي .. حتى أنا ومشاعري .. أصبحت عشوائية .. لا وقت معين للبكاء .. ولا وقت للنوم ..

(3)
مسكينة تلك الوردة , لم تعد تشرب من يديك ماؤها , مذ رحلت وهي تناضل للحياة , للإشراق , أعلم جيداً أنني مثلها , في ذبول بطئ , ولكني في مصطلح البشرية أموت وهي في مصطلح النبات تذبل .. فواأسفي .

(4)
كلما واريت الدموع أما أعين الناس , بكى قلبي , وتيمم ببكائه كل شراييني , ما أصعب البكاء بصمت , والأصعب أن أضحك ظاهراً وأبكي من الداخل , ككهف تزينه الشجار عند فوهته ومن داخله يعيش هيكل بشري , هو أنا ..

(5)
تميط الحياة عن لثامها ليس بالخير .. ولكن بالشر .. إنها كوجه وحش لا يرى إلا في ليلة دهماء .. تكشر عن أنيابها عندما ترى حبل القدر وصل حيث أنا .. لا أدري حقاً لم عليّ أن أمثل دور اللامبالي بكل شيء كي أعيش بسلام .. ولكني كل ليلة أحلم بوحش قبيح يخنقني حتى أقوم صارخاً لأكتشف أن رحيلك هو السبب .. ربما لأني لم أوفِ حقك من الحياة الجميلة ورحلت .. فعاقبني الله .

(6)
مرة سنة , لا أذكر بالضبط تاريخ رحيلك , لا يهمني أبداً , لأن غيابك حضور , ما زلت هنا في شالك السماوي المعلق على المشجب , ما زالت رائحتك عالقة به , بضع شعرات طويلة من رأسك انغرزت بي خيوطه , مسكين أنا لم يبقى لي إلا شال ووردة ذابلة , وحذاء في غير مكانه المعتاد , وأموت أكثر ..

" الصديق س "

-1-
خمسون مرة ؛ وخمس آُخر حاولت أن أكتب إليك بريد ؛ أنبأك أني في القرية المجاورة ولكن !
كلما كتبت حرف أجدني فجر الغد أنتقل للقرية التالية وأزداد بعداً ..

-2-
في أحدى القرى ألتقيت بكهل ؛ سألني بشكل مباغت: أين الجزء الآخر منك ؟! ؛ 
أجابته حاسة البصر أني مهاجرة دونك ؛ وأني ظللت الطريق ؛ أسير وحيدة دون رفيق ..

-3-
نسيت إخبارك ياصديق أن الشعرء إستطاعوا الحياة ؛ كتبوا قصيدة للعشاق من بعدي ؛ وأن قربي لا يسمن ولا بغني بالنسبة إليهم ..

-4-
إتخذت لي مقعداً في طاولة نائية ؛ أتاني النادل وسألني : ما تشربينه سيدتي ؟!
أجبته فوراً : كان يعشق مذاق .. هممم مذاق .. لا لا أن ذاكرتي معطوبة حقاً لاتعمل على تذكر مايحب ؛ إذاً أحضر لي كأس فارغ ..

-5-
المعضلة الكبرى ؛ أردت زيارة لأحدهم ؛ ووقعت في مأزق كيف أضع أقراطي ؟!
فأنا أعتدت منك حاسة " اللمس " تضعها لي متى أشاء ..

-6-
كل كف يصافحني ؛ أشعر بأنه يمحو كل ماتبقى من سلامنا الآخير الذي لا أذكر أي ساعة كانت ؟
أنني أفتقدك شيئاً فشيئا؛
ولا أعلمُ هل سأرعاك إن ألتقيتك فجأة ؟!

" أنا "


(1)
هجرت القرية بعدما كانت جنتي معك .. مذ رحلتِ وأنا أعود كل يوم لها .. أفتح بريدي الحديدي الذي ينتصب أمام منزلنا القديم .. فربما لم ينتبه بعد ساعي البريد أنني انتقلت لقرية أخرى وتغير عنواني .. ربما .. وربما أنني أصبت بداء الحنين .

(2)
يجلدني غيابك , وانسلخ كل دقيقة كما تنسلخ جبال الثلج من ثلجها الأبيض في رابعة النهار .. 
لم أستطع بعد النسيان , كلما خففت ذكراك عادت تتراكم الثلوج ليلاً .. كأنني لا أتذكر .. كأنني لا أنسى .. 

(3)
ما الحضور إلا كوليمة غني لفقير , تصيبه بالتخمة لأسابيع ثم بعدما يعود يتفاجئ أن باب الغني أغلق بقوة, هكذا أنتِ تحضرين جسداً وتغيبين جسداً وروحاً, وكأن حضورك وجبة الغني وكأني أنا الفقير الهالك بغيابك الأبدي ..

(4)
أحادية هذه الحياة معك , تتراءين بصورة واحده في الخيال , ولكني أراك إلا بصور عديدة , تظل ذاكرتي ترسم بسمتك المعتادة لكني أرسم كل يوم وجها لموناليزا هي أنتي .. 
حقاً ؛بخيلة هذه الحياة وكريمة يدي التي ترسمانك ..

(5)
يتماهي إلي أن عقالي الذي أتعب في وضه معتدلا منتصفا رأسي, يخيّل إليَّ أنه مائل وأنا أقف أمام مرآتي ومرآتك أتزين لحفلة .. 
آه نسيت, أن في يديك سر الرضا التي ما إن تلمسان عقالي حتى أؤمن بأنها جميلا وفي منتصف رأسي وأمضي مبتسما كل ليلة , ما عاد عقالي متوسطا رأسي ولا عدت أصلا أحضر الحفلات بعدك, فلا فرح بغيابك ولا حياة .

(6)
كقصيدة غير مكتملة تتنظر آخر اللمسات, يضيع الشاعر في ألمه كلما حانت نهايتها, وبعدما ينحني ويبكي منها, لا تعجبه فيمحيها كل مرة ويكتب قصيدة جديدة , هكذا أنا , وأنا أمشي بين البشر أراك وجها تخبئة عني أحابيل المطر , ظلال الأرصفة , وتداخلات الأغصان , وهمسات صبيتان , ومرح طفلة .. 
وأراك دون أن أراك , وأسمعك في هذا الضجيج كأنك هنا , كأنك هنا .. وآه ..

" الصديق س "
 
-1-
في وقت متأخر ياصديق متأخر جداً أصبح كل شئ غير صالح للحياة , فالأحلام تنقطع حين أريدها , وتناهيد الشوق التي أطلقها في سماء الحب وقعت في فخ الغياب , وما عرفت كيف الهروب من أرض الحنين ..

-2-
أحد المارة أعارني كتاباً , سقط بصري على إسمك ولم أقرأ غيره , جلست بجواري فتاة لا أعرفها قلت لها ناصحة : هذا الكتاب من أعظم ماسطره التاريخ أقرأيه الآن ..

-3-
كل فجر قلبي ينجبك , وأمضي الصباح بك رضيع , ثم صبي , ثم شاباً يافعاً , لم تمت ولم تكن كهلاً أبدا , ولا علم لي ما تصنعه في قبضة كفي , تتعدى أن تكون مجرد قابض لها ..

-4-
هذا الكون الغامض بأسره , يقذفنا لنحيث لا نعلم , نصاب بتوتر ونتعرق ونشتم , ننسى أننا وحيدون دون الحب , دون إحتواء , مصابون بفقد حاد , ولا أحد يقوى الإقتراب منا خشية أن تنتقل إليه عدوى الفقد , الكل نفسي وحبيبي واللهم سلم ..

-5-
الأحاديث بعد حديثك أصبحت مملة , رتيبة , تسير نحو منهج واحد , الكل يعتقد أني أصبت بالخرس , و واحداً فقط يقرأ على جبيني لعنة الغياب فيضمني , لكن المضحك أني أمتنع فأقول : أنت لست الصديق الذي أعتدت أن أطبع عليه أحمر الشفاة , فويبخني قائلاً : سائحة وتزمجر , قلت : صه أنت لا تعرف الحديث المهذب , أعتقني أن لا أراك مرة آخرى , 
أريت أنني أشقى في كل تسكع أقضيه , أشقى في عراك كل الذين يريدون البقاء مكانك ..

-6-
طيفك وذاكرتي إنهما يتعديان بسفالة على حرية حاسة بصري , قضيت غفوات مربكة , أخشى أن تجيء باحثاً أو أراك ضائع . ففي كل مساء تطفأ إنارة القرية , أشعل شمعة وأقول: قرع نعال أحدهم قادم لعله هو , لعله هو ..

"أنا "

 كواجب عليَّ أشكر الصديق "س" الذي لم ولن ألتقيه لكنه أربك كتابتي كثيراً وبشكل ممتع

الأربعاء، 18 يوليو 2012

حلول شاردة مني ..

لا يسبب لي فقد صوابي سوى بعض اشياء , محصورة مابين ( أعلى جبينك , وتنتهي بأخمص قدميك) ,
ولأنك توقعني في شباك الإنتظار بغته في كل مرة قّل كل شئ , وأصبح باهت ولو أفرطت في العودة ,

 لم أكن أعلم بما قسمته لي من تسلية حتى الشبع , أعماني النبض فـ " الحب أعمى " ..
لم أكن أعلم أنك ستهديني "الفراغ" وأنا أهديك "الوقت" ..
لم أكن أعلم أنك نسخة من البكاء والحزن وما شابه ..
لم أكن سوى ابنة رجل أمدها بكل ما أرادت لكن لم يمدني بالنصف ..

ولسذاجتي فضلت العيش بحياة النصف على الحياة الكاملة ,
ولسذاجتي أخترتك النصف الآخر دون شورى و صلاة ..

الهروب منك معضلتي التي أسعى في إيجاد حل لها الآن ..
ولأنك كريم جداً في الغياب والتمثيل وإن لم تكن على خشبة مسرح , جد لي حلاً ...

الجمعة، 8 يونيو 2012

أحلام القلوب العذراء ..

في بلد الترف وفي موطن البذخ وخلف سور عظيم كان منزل أسرة أحمد و ريم .. أسرة الحب الناقص ، أم أسرة الحب الخائن ؟! 


لا أعلم فأنا كأنتم جاهلة ، سأقرأها معكم .. 
ساعي البريد يأتي صباحاً الساعة السادسة والثلاثون دقيقة لوضع رسائل المنزل " الخمس" في الصندوق وأخذ الرسائل الصادرة منهم ..
ساعي البريد فتى لعوب أم شقي ؟! 
فهو لا يراعي " حرمة الرسائل " ..

... 


الساعة الخامسة فجراً تجري " نائلة"  إلى مكتبها ترتب ما ستبعثه هذا اليوم إلى " سامر " .. 
كتبت : " هل حقاً أنا على ذمة عاشق أستطيع أن أذيقه خمر أنوثتي ؟! أنني كل ليلة أدس صورك التي أتخيلها في عرش قلبي .. بشوق أن أراك ، خالني أن الرجال سواء في القسوة ، في الغربة ، لم أكن أعلم أن خلف الجدران رجلاً يستطيع سلب قلبي ..
سامر .. بشوق إلى يوم العهد .. يوم الملتقى .. 
نائلة " 


وبالغرفة المجاورة " جهاد " يكتب الأبيات الآخيرة من القصيد لأنثى السراب " جود " :
* ما أملك أسأل عن ذهابك وايابك / بس أعرف انّك اعظم الناس ترحاب 
لو فيه واحد يسألك عند بابك / أبسألك بـ الله بتسكّر الباب ؟! 


يا حورية لم تراها عيني بأي شكل اقتحمتِ الباب وكشفتِ الحب الساكن داخلي ؟!
جود .. أبتغي قربك فأنا أرفض المسافات والسور  " .. 


وبعد ثلاثة أمتار كانت الأم " ريم " تختم رسالتها المبعوثة  إلى " حسان" الرجل الذي غلب على حدسها  أنه مخلص ، صادق ، عطوف ، لا يغضب ، لا يزجر ، الممتلئ حيوية و عطاء ..  


وكذا الأب " أحمد "  ليس عنهم ببعيد .. فهو قد كتب ما كتب إلى الحبيبة "هاجر " ..



والخادمة المغتربة تُسَطر وتمحو بين حنين لآبنائها وزوجها وبين إحتياجها لجمع المال ولقمة العيش .. 

تحت سقف واحد خمسة أكف لا تمل من كتابة كل مشاعرها .. تصبها للمجهول .. بعد أن عَرَف كل واحد منهم الطرف الآخر في أماكن مختلفة أحدهم في مقهى عن طريق البلوتوث .. وآخر عبر غرف الدردشة .. و رابع وخامس عن طرق مختلفة .. 


ولكن شغب " ساعي البريد " لا ينتهي فهو يوصلها كل يوم إلى الأطراف المعاكسة .. الأطراف الوهمية ..


مكثوا مايقارب عام ونصف تبادل الرسائل  .. حتى قربت إستقالت " ساعي البريد " عن مهنته التي  أمضاها في لهو و حنكة .. 


في يومه الآخير أخذ جميع الرسائل المرسلة ، وقرأها كما اعتاد سابقاً ، وفي صبيحة الغد وضع رسالة واحدة كتب فيها التالي : 


إلى افراد عائلة " أحمد وريم"  بعد السلام والسؤال عن الحال أقول لكم ما صنعته يدي لكل فرداً منكم .. 


على علم أن كل واحد منكم في قلبه نزار ولكن بنكهة آخرى ومذاق خاص ، في قلبه قيس أم ليلى ، لا يهم  ! الذي يهمني أن أخبركم أنكم تعشقون أنفسكم حتى الثمل ،  تعشقون أسرتكم كما هي فلا هناك في الحياة أحداً يقال له سامر ، أو حسان ، وليس هناك فتيات يقال لهن هاجر أو جود .. 


انتم الحكايا التي حُكيت همساً وقدرا ، أنتم الحلم الجميل للآخر منكم ، 
ما أعنيه أن أحمد أنت تقرأ لـ ريم كل ليلة ، لكنك أب أحمق لاتعرف أين الحب الصحيح ؟! 
فأنت كل ليلة تختلي به وتجهل أين هو؟!
وريم تقرأ لأحمد ولكنها كزوجها تماماً إمرأة حمقاء ، لا تعرف سوى التذمر ، تريد حياة وردية عارية عن الكدر وتجهل أين هي ؟!


وجهاد ونائلة أضحوكة بأن تقرأن أسراركما دون تعلمان ، أن هذا يصيبني بالقهقه حقاً .. 


ما كنت اشفق كثيراً على أحد منكم سوى على الخادمة التي تكتب دون كلل كل يوم مايقارب العشر ورقات ، لهذه السيدة خجلت أن أقرأ ماتكتب فهي تعرف أين الطريق ؟!


ولأن عملي إنتهى إضطررت أن أخبركم الحقيقة .. 
فأنا ساعي البريد وأنا الذي أقوم بفتح الرسائل وتبديل الأظرف وكأنها من الطرف الآخر ..


في النهاية عليكم أن تعلموا ما قاله أدونيس : " ليس في الأرض حب غير هذا الذي نتمنى أن نحظى به ذات يوم "


كونوا أسرة كما كنتم من حب ومشاعر .. وسأزوركم حين أعود للمدينة ذات يوم ..


إنتهى ..


* للأمانة الأدبية : الأبيات التي ذكرت في صلب القصة للشاعر سعد علوش ...

" بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا "

في فجر يوم الجمعة الثامن من شهر يونيو , إنطلق عنان الحرف والكلمة , ومتنفس يحملني إلى غور الأدب والمواقف الحياتية ,
هنا أطوار حرف مختلفة , نطفة كان فعلقة ثم مضغة فأكتساه الحبر ..
هنا ذكرى ,  هنا حكايا , وهنا العهد ..